التربية بين العقل والعاطفة

السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ 20 سنة ، أعيش مع زوجي حياة مستقرة ، لكن ما يكدر علينا خلافي مع زوجي في تربية أبنائنا ، ولأضرب لك مثالا تأخر ولدي البالغ 17 سنة خارج المنزل ، فلما وصل أراد والده توبيخه فمنعت الأب وأخذت الابن إلى غرفته لكي لا يوبخه والده فغضب علي الأب وهجرني فهو منذ عدة أيام لا يكلمني فمن منا على صواب ؟


الجواب
حياك الله أيتها الأم الرؤوم الحريصة على تربية أبنائها التربية السليمة ، إلا أنه يجب أن نعلم أن من الفروق الطبيعية  بين الرجل والمرأة أن الرجل يغلب عليه التفكير بالمنطق والعقل والمرأة يغلب عليها التفكير بالعاطفة، فمن استقل بتربية أبنائه دون الطرف الآخر أدى إلى خلل في نواتج التربية لدى الأبناء، فحين أودع الله فينا هذا الاختلاف لنوظفه في انجاز أمور كثيرة في حياتنا منها تربية الأبناء، فلا تستقيم لنا تربية أبنائنا إلا بالاتفاق ولعب الأدوار ، فالأب يغلب جانب الحزم مع وجود العاطفة لكي ينضبط الأبناء، والأم تغلب جانب العاطفة مع وجود الحزم لكي لا يبحث عن العاطفة في مكان آخر مع اتفاقهما على المبدأ والنتيجة في التربية، وخذي هذا المشهد المتكرر في بيوتنا ، كالابن الذي يلعب  بالجوال وينشغل عن دروسه فيقوم الأب بحرمانه من جواله مدة أسبوعين مثلا ، هنا على الأم أن تقوم بدورها التربوي وذلك بالجلوس مع الابن وتوضح له حرص والده على مصلحته وحبه له وتعده أن تشفع له عند والده إذا اهتم بدروسه خلال هذا الأسبوع، نعم هذا دورها لا أن تقوم بإعطائه الجوال دون علم والده فهي هنا تغرس في الابن النفاق والكذب وعدم احترام الأم وعدم الإكتراث  بتوجيهات الأب، وأوصيك ووالده بالحفاظ على الرفق فما كان في شيء إلا زانه ، هذا والله أسأل أن يبارك في أبنائك وزوجك