لا تكاد عيون هدى العيوني تفارق برنامج التواصل الاجتماعي «واتساب»، ليس إدماناً له، ولكن استشارية الأطفال، التي تقاعدت بعد خدمة تواصلت لأكثر من 30 عاماً في القطاع الصحي في المنطقة الشرقية، تنفذ مشروعاً تطوعياً لخدمة الأمهات حديثات الولادة، عبر التواصل معهن والإجابة على استفساراتهن وتقديم النصائح لهن من طريق مجموعة في «واتساب»، تضم المستفيدات من الجمعية الخيرية للتنمية الأسرية في الشرقية (وئام).
واطلقت العيوني، الطبيبة السابقة في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، المبادرة التطوعية لمساعدات الفتيات اللواتي التحقن في دورات تأهيل المقبلات على الزواج، وبرامج جمعية «وئام» الأخرى، وتقدم لهن من خلال المجموعة الإرشادات الطبية والنفسية للتعامل مع الطفل في عامه الأول، وتجيب على أسئلتهن واستفساراتهن على مدار الساعة، من دون أن تتقاضى أجراً على هذه الخدمة.
وتبادر العيوني بالنصيحة والإرشاد للتعامل مع حالات الأطفال الطارئة على مدار اليوم، وفي أوقاتٍ متأخرة من الليل في بعض الحالات، إضافة إلى نصائح وإرشادات للأمهات الحوامل، وتسهم بتوعية الأمهات من بعض العادات المتوارثة التي لها تأثير سلبي على صحة الأم الحامل أو الطفل، ما جنب الكثير من الأمهات مخاطر طبية عدة.
من جهتها، أوضحت مديرة القسم النسائي في جمعية «وئام» منى العدساني أن هذه المبادرة من الدكتورة العيوني تأتي ضمن جهود الجمعية لتعزيز مشاركة أصحاب الخبرة في الأعمال التطوعية، والإسهام في تقديم خبراتهم بأيسر الطرق، مبينةً أن الجمعية ضمن خطواتها نحو التحول التنموي، تتابع مع المستفيدات كافة من دورات التأهيل بشكلٍ سنوي، من خلال الاتصال والمتابعة ودعوتهن إلى المشاركة في هذه المجموعة للاستفادة ما يقدم فيها، إضافة إلى تقديم الاستشارة لهن إذا لزم الأمر عبر مستشارات متخصصات ومؤهلات.
وأبانت أنه من هذه المبادرة التطوعية انطلق برنامج تأهيل المربيات والأمهات «نباتاً حسناً» بست جلسات تثقيفية حول الطفولة من العام الأول وحتى السادس، واختتم فعالياته أول من أمس (الإثنين)، بمشاركة أكثر من 90 أماً ومربيةً.
وأضافت العدساني أن «المبادرة لقيت أصداء إيجابية لدى المستفيدات، ما دعاهن لدعوة غيرهن للاستفادة منها، والبعض بادر بمغادرة المجموعة بعد بلوغ طفلها عامه الأول لتتيح المجال لغيرها»، موضحةً أن عدد المستفيدات من المبادرة تجاوز 500 مستفيدة في عامها الأول. وأبدت ترحيب الجمعية بمبادرة المتخصصين لتوسيع قاعدة المستفيدين من هذه التجربة، والاستفادة المثلى من وسائل التقنية في خدمة المجتمع، ودعم العمل التنموي.
يُذكر أن هدى العيوني تولت رئاسة فرق الحماية في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وسبق لها العمل مع برنامج الأمان الأسري الوطني، ما أكسبها خبرة واسعة في الجانب الأسري والتربوي، إضافة إلى عملها الطبي الذي تجاوزت خبرتها فيه 30 عاماً.